الصحراء الكبرى القحط ظاهرها، والمياه في باطنها، أصبحت المصدر الرئيسي لمياه الشرب لليبيين، بالماء المستخرج من جوفها.
أكثر من 630 بئرً تنبع المياه منها، وتنقل عبر أنابيب تمتد آلاف الكيلومترات إلى خزانات كبيرة، عبر شبكة النهر الصناعي، لتصل إلى الأراضي الزراعية والمدن في شمال ليبيا، مثل بنغازي وطرابلس وبعض مدن جبل نفوسة.
مشروع النهر الصناعي حقق نسبة إنجاز 100% في المرحلتين الأولى والثانية، وفي المرحلة الثالثة بلغت نسبة الإنجاز 80% لتغذية مدن الجزء الغربي من ليبيا من غدامس إلى زوارة.
يعد النهر الصناعي الآن المورد المائي الأول في ليبيا بنسبة 70%، وتعتقد إدارة مشروع النهر أنه سيستمر في توفير المياه لآلاف السنين.
قال أحمد أديب: رئيس لجنة إدارة جهاز النهر الصناعي: «تم إجراء نماذج رياضية من خلال بيوت الخبرة المشتركة مع جهاز النهر الصناعي، وتبين أن هذه الخزانات جميعها تمتلك إمكانات مائية هائلة يصل عمرها إلى نحو آلاف السنين
ما يقارب 3000 عامل ليبي يعملون على ضخ 3.5 مليون متر مكعب من المياه يوميًا إلى المدن، لكن بسبب التعديات على الآبار وخطوط الإمداد، انخفضت هذه القدرة إلى 2 مليون متر مكعب يومياً، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى شن حملة ضد المخربين.
ذكر علي الحبشي : مدير إدارة التشغيل والصيانة لمنظومة النهر فرع غريان : ׅ« إن الأعطال في النهر الصناعي نتيجة الهجمات والتوصيلات غير الشرعية، تسببت في الكثير من المشاكل الفنية للصمامات، واستلزمت جهداً كبيراً من المهندسين والمهندسين. الفنيين»
قال عبد الله أديب : رائد في الشرطة الزراعية:«سرقة الصمامات والتوصيلات الغير شرعية، سببت الفساد أقصد سرقة الخزان، وسرقة الصمامات والأبواب، والمقر بأكمله سرقته المليشيات، وبعد تكليفنا مع إنفاد القانون وجهاز النهر، تم انهاء الإعتداءات من ترهونة إلى الرياينة، وضبط المخربين واحيلوا إلى النيابة العامة».
لم يضخ النهر الصناعي المياه إلى المدن فحسب، بل أيضا إلى الأراضي الزراعية، حيث تم استصلاح آلاف الهكتارات. وتستخدم مياه النهر أيضًا في ري المحاصيل الزراعية عن طريق التقطير للحفاظ على المياه.
معلومات عامة حول النهر الصناعي
أكتشف المياه الجوفية بالصحراء أثناء التنقيب عن النفط، من قبل بعض الشركات الأمريكية، ويعتقد بعض المتخصصين أن المياه الجوفية تجمعت بباطن الأرض منذ ما يقرب من 4000 عام.
هذا وساهم ساهمت في إنشاء النهر الصناعي عدة شركات عالمية، حيث كانت الشركة المنفذة كورية، بينما جلبت المضخات والآلات من مصانع الشركات الألمانية، واستمرت الشركة المنفذة في تشغيل المشروع وتدريب الليبيين على العمل لمدة عامين قبل تسليم المشروع لإدارته من قبلهم.
صمم النهر الصناعي لنقل 6 ملايين متر مكعب من المياه يوميا، يستخدم 60% منها للمشروعات الزراعية، و30% لمياه الشرب، و10% للمشروعات الصناعية، ولكن الكثافة السكانية في بعض المدن جعلت استخدام معظم المياه للشرب.
توقف مشروع النهر بعد الانتفاضة الشعبية في ليبيا 2011م، بعدما أنجزت المرحلة الأولى من مشروع النهر، وهي نقل المياه من منطقة السرير إلى مدن شمال شرق ليبيا، مثل أجدابيا وبنغازي، بينما أنجز 80% من المرحلة الثانية وهي نقل المياه من آبار الحساونة إلى المدن الغربية في ليبيا، بما في ذلك مصراتة وطرابلس وترهونة وبني وليد وجبل نافوسة، واعيد العمل على تكملة المرحلة الثانية مؤخرا، فوصلت المياه إلى مدينة ككلة للمرة الأولى هذا العام.